send link to app

قصة اول ريادة عربية للفضاء - سلطان بن سلمان


4.8 ( 8688 ratings )
Istruzione Libri
Sviluppatore Abdulrahman AlShalhoob
Libero

:الافتتاحية
مرت خمسة وعشرون عامًا مليئة بالأحداث الشخصية والتاريخية، فقد انتقل العالم من حال إلى حال، وشهد تحولات سياسية، وعلمية، وإنسانية كبرى. فخلال تلك السنوات الخمس والعشرين، تغيرت التوازنات السياسية، وتسارعت التطورات العلمية، ودخل العالم عصر الإنترنت والحاسب الشخصي، وتطورت وسائل التواصل الاجتماعي «الإلكتروني»، كما عاشت بلادنا العربية والإسلامية مرحلة مهمة من تاريخها شهدت حروبًا كبرى، وتحولات سياسية واقتصادية مهمة، ومرت شعوبها بمخاض إنساني ما زالت تبعاته، وتطوراته تصاحبنا حتى يومنا هذا.
وعندما نستذكر المشاركة العربية الأولى في رحلات الفضاء، فإنه من المهم أن نستوعب الحقبة التي حدثت فيها هذه المشاركة التاريخية. فلقد كانت حقبة مر خلالها العالم العربي بمرحلة سياسية حرجة، ولم تكن وسائل التقنية المتوافرة اليوم متاحة، أو حتى معروفة للعامة. فما بالك بتقنية الفضاء، أو مجرد التفكير في المشاركة في رحلة فضائية لمواطن عربي مسلم، وفريق علمي؟!
لذلك، فعندما سمعت أن «ناسا» ستقوم بترشيح مواطن عربي للمشاركة في رحلة فضائية، وقد كنت، آنذاك، موظفًا في وزارة الإعلام السعودية، لم يخطر على بالي قطعًا أني سأكون جزءًا من تلك المبادرة لوكالة الطيران والفضاء الأمريكية «ناسا» . لقد مر الخبر الذي قرأته في إحدى النشرات الإخبارية وأنا على مكتبي في مبنى التلفزيون بالرياض في نهاية عام 1984م، مر عليَّ مرور الكرام، وتوقعت حقًا أن الخبر إما مختلقًا، وإما أن الأمر قد حسم لصالح إحدى الدول العربية، وانتهي الموضوع عند هذا الحد، إذ لم أفكر أو أتوقع أن يكون لي دور في الموضوع، ولقد كان عشقي الأول، آنذاك، ولا يزال هو الطيران.
أردت من هذه المقدمة أن أضع القارئ الكريم في البيئة الذهنية، وفي صميم المرحلة التي مرت بها أحداث اختيار المملكة أحد مواطنيها للمشاركة في رحلة علمية إلى الفضاء. حيث لم يتوقع مواطن في المنطقة هذا الأمر، فلقد كان الإعلان عن المشاركة الفضائية مفاجأة كبرى، وما تبع ذلك من اهتمام بالغ، ومتابعة حثيثة من الجمهور العربي والإسلامي، وفي المملكة العربية السعودية. فموضوع السفر إلى الفضاء هو، أساسًا، موضوع مشوق ومثير للفضول، ولم يكن مستغربًا أن يحدث في بلادنا ما حدث في بلاد أخرى مثل الولايات المتحدة، والاتحاد السوفيتي، وأوروبا، من اهتمام بالغ عندما شارك أبناؤها في رحلات فضائية. لقد أكدت أكثر من مرة، ))أن ما حدث من احتفاء وتكريم للمشاركين في الرحلة إنما هو احتفاء الناس بأنفسهم، وتكريمهم لإنجازهم، واعتزازهم ببلادهم، فلم يكن الأمر تكريمًا لمجموعة أفراد، بل لأمة رأت نفسها تنتقل من مرحلة إلى مرحلة، وتعبر عبر جسر جديد نحو المستقبل((
والحمد لله رب العالمين.
أخصائي حمولة لرحلة ديسكفري STS - 51G عام 1405هـ / 1985م
سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
ذو الحجة 1433هـ - 2012م